رياضة صباحية محمد بابان مِثلما اِعتَدْتُ عليه، استيقَظْتُ باكِراً هذا اليومَ أيضاً. كانت ولا زالتْ نسماتُ الليلِ الباردة تتهامس ناعماً مع شباك غرفتي، و زقازيق العصافيرِ قد بدأت تعلن حلول شفقٍ جديد . خَرَجتُ الى الشارع ماراً بالباحةِ الامامية للمنزلِ المتهالكِ على تاريخه. ها هو ذا الشارع الذي يمتد كجثة هامدة امامي، ساكناً صامتاً، تملأهُ اوراقُ الشجر المتساقطة التي قاومت غدر الخريف و استسلمت لرياح ليلة أمس، تماماً كما حدث لشَعْرُ رأسي الذي غَلِبَ خريف العمر و استسلم لنكسة الروح. فجرٌ شتويٌ أشبه ما يكون بشتاء عمري الملئ بالعصيان. ذلك العصيان الذي يشعرني بالغثيان من كل الثورات التي قُدتُها ضد نفسي و لم تعطيني غير ذا الاحساس الملعون الذي يشعرني بالضياع، فلم أكن اعلم ما أنا فاعلٌ؟ و الى أين المسير؟ فجر ما بعد ليلةٍ تراقصت بذاكرتي كل لحظات الشقاء التي مررت بها ايام نزفي، و استسلَمَتْ فيها أحلامي لذاك الارق المارق. أوَ ليس الفجرٌ يَتْبَعَهُ الشروق، فَلِمَ كل الاشياء توحي بالمغيب؟. و لِمَ تَجْتَمِعُ كل الاضداد هنا؟ هنا ح...